إتقوا الله ويعلمكم الله
Elsendebad - التوعية الفكرية
 

Home
مطالب من أجل بناء الوطن
رؤية لإصلاح التعليم
السيرة الذاتية
محاضرات ومقالات وثقافات
=> التوعية الفكرية
=> المشروعات الصغيرة
=> الهولوكوكوست
المناهج الدراسية
الجيولوجيا
مراجعة الجغرافيا
مدرسة بلقس الثانوية بنين
لوحة الشرف
statistics
Contact
Guestbook


الحمد لله

 

سلسلة المحاضرات الثقافية الفكرية للشباب
            ـــــــــــــــــــــــــ
ثقافة الاعمال الحرة والمشروعات الصغيرة


إعداد/
الأستاذ/ عصام الدين عادل
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مقدمة:
إن الحديث عن الثقافة يتطلب بناء منهجية للفكر الإنساني, وذلك من أجل تناول الموضوعات المعرفية وتحليلها والوقوف على سلبياتها وإيجابياتها, وبناء دافعية نحو الموضوعات النافعة. التي تقتضي منا بناء إتجاه إيجابي نحوها مثل التوجه نحو التصنيع وزيادة الإنتاج والإنتاجية, التي تدفعنا نحو التنافسية الجادة التي تهدف إلى الرقي وتحقيق الذات وسط التكتلات الصناعية والتجارية والخدمية.
إن بناء الفكر الإنساني ومنهجيته السليمة هي الأساس في النهوض من الركود الثقافي والإجتماعي والسياسي والتجاري والصناعي والتعليمي..... وعليه فيجب علينا أن نبحث عن ذاتنا وسط هذا البحر الهائج وأمواجه العاتية فنحن نواجه عالم سريع النمو والتطور وما نلبث أن نقف عند آخر ما وصل إليه نجده قفز قفزة تحول بيننا وبين اللحاق به. ليس ذلك تيأييس ولكنه إقرار بالحقيقة التي يجب الوقوف عندها وتأملها بوعي, وإدراك لمسالبنا وكيفية الخلاص منها , وأسباب هذا التطور الذي نشهده في ظل العولمة.
ولأن دائماً الدواء مر ولكن تحمل مرارة الدواء حتميه للشفاء. وعليه لابد من بناء أجيال لاتعرف المكابرة ولا التحجر الفكري ولا الإنسياق الأعمى الذي يؤدي بصاحبه إلى الهاوية.ولن يتأتى ما نبغيه إلا ببناء العقول الواعية الناضجة التي تمتلك الإرادة الواعية لتقود زمام أمرها وأمر من تعول.
ومن ثم لابد وأن نترك التبعية الروتينية والجمود التعليمي والثقافي بواقعية عملية بعيداً عن الشعارات والتشدق بالمصطلحات التعبيرية البراقة. فبساطة التعبير تصل بنا إلى منتهى المقاصد.
ومن ثم فعلينا أن نتفهم ونتعرف على ثلاثة مناهج فكرية أساسية جاءت بها الأديان السماوية الثلاثة وقام المفكرون والعلماء بصياغتها كلٍ حسب منهجيته. وإن إتبعنا منهجنا الديني الحنيف ماضللنا. ولكنها دعوة إلى تعلم ودراسة كتاب الله وسنة رسوله المختار صلى الله عليه وعلى سائر الأنبياء والمرسلين وسلم.بعيداً عن الإنقياد الفكري أو المنهجي لأن الدين واحد ومقصده واحد وسبيله واحد لأن الله واحد أحد.
ولذلك لابد أن تمعن عقلك وكل حواسك في تفهم الأنماط الفكرية وأن تتبنى الأنماط الثلاثة حيث أن بعض الأمور يصلح تناولها بمنهج لايصلح بالضرورة لآخر وإلا أصبح لديك جمود يؤدي بك إلى التخلف والهلاك.  
                                                                                                            عصام الدين عادل

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المناهج الفكرية الثلاثة
     
توجد ثلاثة أنماط للفكر الإنساني، يصلح كل نمط في مجال معين ولا يصلح في مجال آخر. فليس الغرض من هذا المقال تزكية نمط على نمط، بل توضيح طبيعة كل نمط والمجال الذي يصلح له، إذ من الضروري للغاية معرفة النمط الذي يصلح للمجال الذي تطرح فيها القضايا محل التفكير، وإلا فإن التفكير سوف يخرج بنتائج خاطئة.
 
أولا: الفكر الدوجماتي Dogmatic Thinking
 كلمة "دوجما dogma" تعني العقيدة الراسخة التي تبلغ حد التقديس في مجتمع معين بحيث لا يملك الإنسان مخالفتها أو نقدها طالما ينتمي إلى ذلك المجتمع. وعلى ذلك فإن التفكير يدور حول هذه العقيدة بهدف إثبات صدقها وتميزها على بقية العقائد.
والفكر الديني التقليدي يتبنى هذا النمط من التفكير، حيث إن كل أصحاب ديانة تقدس مبادئ دينها وتدافع عنه بكل كيانها. ومن الطبيعي أن نتوقع ألا يقبل التفكير الدوجماتي الرأي المخالف، فذلك معناه هدم الدين من أساسه. فمن الأفكار الدوجماتية في الديانة اليهودية النظر لبني إسرائيل على أنهم شعب الله المختار، وفي الديانة المسيحية ألوهية المسيح والأقانيم الثلاثة للرب، وفي الديانة الإسلامية وحدانية الله وعصمة الرسول صلى الله عليه وسلم وصدق القرآن الكريم واكتماله.  
وينتمي للفكر الدوجماتي أيضا النظم السياسية غير الديموقراطية. فنظم الطغيان تقوم على تقديس شخصية الحاكم، وقامت النظرية الشيوعية على مبدأ دكتاتورية البلوريتاريا، وتبنى الحزب النازي في ألمانيا في عهد هتلر فكرة رقي الجنس الآري.
وعلى ذلك فإن النمط الدوجماتي يؤسس على مبادئ غيبية لا تصلح للتحليل العلمي. ومن أهم مبادئ هذا الفكر تقديس الكتب التراثية والشخصيات السلفية.
 كما أن الأفكار الدوجماتية لا تقبل تطويرا مع الزمن، فهي تنقل بصورة آلية كما هي مدونة في الكتب أو وردت على ألسنة الشخصيات السلفية دون إعمال العقل في هذه الأفكار. بل إن محاولة التفكير بصورة عقلية في الأفكار الدوجماتية يعتبر أمرا شائنا يمكن أن يؤدي للاتهام بالكفر والهرطقة. ولهذا السبب يردد أنصار هذا الفكر مقولة "لا عقل مع النقل."
وإذا كان التفكير بالعقل غير مقبول في نطاق العقائد الدوجماتية، فإن قبول هذه المبادئ يكون بالتسليم المطلق والورع الديني. ولذلك فإن مكمن الخطورة في الفكر الدوجماتي هو إمكان استغلال هذا التسليم والورع في دس أفكار متناقضة مع الدين، وهو أمر لم يسلم منه دين من الأديان. وكلنا نعلم كيف قام الكهنوت المسيحي بمحاربة الأفكار العلمية في عصور محاكم التفتيش، حيث حوكم العلماء من أمثال جاليليو وكوبرنيكس بتهمة الهرطقة لأنهم قالوا أفكار علمية تتناقض مع تفسير الكهنوت ومع الكتب السماوية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ثانيا: الفكر العقلاني Rational Thinking
يؤسس الفكر العقلانى على مبدأ يصل الفيلسوف إليه نتيجة إعماله لعقله، ثم يجعل منه منطلقا لما يصل إليه من نتائج. ومن أوضح الأمثلة لذلك تناول العلم لدى الإغريق. لقد كان كل فيلسوف يضع تصوره المبدئي، فمن قائل إن الكون أصله ماء، ومن قائل إن أصله هواء، ومنهم من رأى أن المواد مكونة من ذرات، ومنهم من أنكر ذلك. ثم انتهى الأمر بتصور الكون مكونا من أربعة عناصر (يطلق عليها الجواهر الأربعة): الهواء والماء والتراب والنار، وقامت علوم الكيمياء القديمة (تسمى السيمياء أو الخيمياء) والطب القديم على أساس من هذا التصور.
وليس من مانع أن يصل المفكر العقلاني لحقيقة علمية، ولكن نمط تفكيره يظل بعيدا عن أن يوصف بالعلم، فأفلاطون مثلا قال بكروية الأرض بناء على أن الكرة هي أضبط الأشكال الهندسية فتكون هي المناسبة لصنع الآلهة. والفرق بين وصوله لهذه النتيجة ومن وصل إليها من خلال مشاهد فلكية هو الفرق بين المنهجية العقلانية والمنهجية العلمية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ  
ثالثاً: الفكر العلمي Scientific Thinking
يؤسس الفكر العلمي على قواعد مجردة، أي ليس لشخصية المفكر أية سيطرة عليها. ومن استخدام المنهج المنطقي العلمي يصل الباحث إلى النتائج. ومن أوضح الأمثلة لذلك هندسة إقليدس. فهذا العالم الرياضي وضع مجموعة من المبادئ العلمية المجردة (نظريات إقليدس الهندسية)، وقد تعودنا منذ مرحلة الدراسة المتوسطة (الإلزامية) أن يكون حل أية مسألة قائمة على أساس البرهان الرياضي انطلاقا من أحد تلك النظريات. وحين أخذ العلم صورته الحقيقية أصبح العالم يبحث عن المبادئ الأولية ليس عن طريق تصور فلسفي يضعه، ولكن عن طريق تجارب علمية أو براهين رياضية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
**** طبيعة الفكر في النظم القانونية
لكل منهج من المناهج الثلاثة تطبيق في مجال القانون:
1- فالقانون يؤخذ بمنهجية دوجماتية في الشرائع الدينية التقليدية لكونه يبنى على مبادئ غيبية تؤخذ بالتسليم المطلق دون إعمال للفكر أو المنطق.
2- ويؤخذ القانون الوضعي بمنهجية عقلانية، ذلك لأن مبادئه يضعها الباحثون بحسب ما يرونه بمنطقهم العقلي، وذلك بعد أن هب المفكرون ضد سيطرة رجال الدين في عصر النهضة، وتحولوا إلى العلمانية. ولهذا السبب نجد أن القانون الوضعي قد تقلب في مبادئه على مر العصور، فما يعتبره انتصارا فكريا اليوم ينقده ويتخلى عنه غدا.
3- وتتميز الشريعة الإسلامية بأنها الوحيدة التي أخذت منذ منشأها بمنهجية علمية في جانبها القانوني، ذلك لأن مبادئها القانونية قد وضعت من سلطة أعلى مستقلة عن المفكرين القانونيين (المجتهدين). ورغم المصدر الديني للقانون الإسلامي فهو لا يقوم على مبادئ غيبية كما في الشرائع الدينية الأخرى، بل تدور مبادئه حول المصلحة التي تمثل حجر الزاوية في الفقه القانوني الإسلامي، حتى أن الفقهاء يقولون في هذا الخصوص "يدور الحكم مع المصلحة وجودا وعدما، وحيثما وجدت مصلحة فلا بد من وجود حكم شرعي يحققها." على أن هذه المنهجية العلمية انطمست بتحول الفقه الإسلامي من الاجتهاد إلى التقليد.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 
Today, there have been 45853 visitors (73157 hits) on this page!
 
إجعلها صفحتك الرئيسية This website was created for free with Own-Free-Website.com. Would you also like to have your own website?
Sign up for free